اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِذۡ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى} (16)

قوله : { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ } منصوب ب «حديث » لا ب «أتاك » ؛ لاختلاف وقتيهما ، وتقدم الخلاف بين القراء في «طُوَى » في سورة [ طه : 12 ] .

و«الوادي المقدس » : المُبَاركُ المُطَهَّر .

قال الفراء : «طُوى » واد بين «المدينة » و «مصر » ، قال : وهو معدولٌ ، من «طاو » ، كما عدل «عُمَرُ » من «عامر » .

قال الفراء : مَنْ صرفه قال : هو ذكر ، ومن لم يصرفه جعله معدولاً ك «عمر ، وزفر » .

قال : «والصَّرفُ أحبُّ إليَّ إذا لم أجد في المعدول نظيراً » أي : لم أجد له اسماً من الواو والياء عدلَ من «فاعل » إلى «فُعَل » غير طُوى .

وقيل : «طوى » معناه : يا رجل ، بالعبْرَانيَّةِ ، فكأنَّه قيل : اذهب يا رجل إلى فرعون ، [ قاله ابن عباس .

وقيل : الطوى : أي : ناداه بعد طويّ من الليل اذهب إلى فرعون ]{[59270]} ؛ لأنك تقول : جئتك بعد طويّ ، أي بعد ساعة من الليل .

وقيل : معناه «بالوَادِ المُقدَّسِ طُوى » أي بُورِكَ فيهِ مرَّتيْنِ .


[59270]:سقط من: ب.