تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} (92)

{ كالتي نقضت غزلها } امرأة حمقاء بمكة كانت تغزل الصوف ثم تنقضه بعد إبرامه . فشبه ناقض العهد بها في السفه والجهل تنفيراً من ذلك { غزْلَها } عبّر عن الحبل بالغزل ، أو أراد الغزل حقيقة { قوة } إبرام ، أو القوة : ما غزل على طاقة ولم تثن { أنكاثا } أنقاضاً واحدها نكث ، وكل شيء نقض بعد الفتل فهو أنكاث { دخلا } غروراً ، أو دغلاً وخديعة ، أو غلا وغشا ، أو أن يكون داخل القلب من الغدر غير ما في الظاهر من الوفاء ، أو الغدر والخيانة . { أربى } أكثر عدداً وأزيد مدداً فتغدر بالأقل .