تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} (92)

{ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا } ، ينهاهم عن نكث العهد ؛ يقول : فيكون مثلكم إن نكثتم العهد مثل التي نقضت غزلها من بعد ما أبرمته ، والمرأة التي ضربت مثلا كانت تغزل الشعر ؛ فإذا غزلته نقضته ، ثم عادت فغزلته .

قال محمد : ( أنكاثا ) منصوب ؛ لأنه في معنى المصدر ، وواحد الأنكاث : نكث .

{ دخلا بينكم } ، أي : خيانة وغدرا ، { أن تكون أمة هي أربى من أمة } ، أي : أكثر ؛ يقول : فتنقضوا عهد الله لقوم هم أكثر من قوم .

قال مجاهد : كانوا يحالفون قوما فيجدون أكثر منهم وأعز ، فينقضوا حلف هؤلاء ويحالفون الذين هم أعز ، فنهوا عن ذلك .

{ إنما يبلوكم الله به } ، أي : يختبركم ، { وليبينن لكم } يوم القيامة ، { ما كنتم فيه تختلفون } من الكفر والإيمان .