المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} (92)

تفسير الألفاظ :

{ أنكاثا } ، أي : طاقات نكث فتلها ، جمع نكث . { دخلا } ، أي : مفسدة ، وأصل الدخل ما يدخل في الشيء وليس منه . { أن تكون أمة هي أربى من أمة } ، أي : بأن تكون طائفة أكثر عددا من أخرى . والمعنى : لا تغدروا بقوم لكثرتكم وقلتهم ، وأربى ، مشتق من الربا ، وهو الزيادة . يقال : ربا المال يربو ربا ، أي : زاد ، { يبلوكم } ، أي : يختبركم . { به } ، هذا الضمير عائد ل " أن تكون أمة أربى من أمة " ؛ لأنه بمعنى المصدر ، أي : يختبركم بكونكم أكثر عددا ، ليرى هل تتخلقون بالوفاء بعهد الله أم لا ، وقيل هذا الضمير عائد لأربى ، وقيل : للأمر بالوفاء .

تفسير المعاني :

ولا تكونوا في إحباط أعمالكم كالتي نقضت غزلها من بعد إبرام وإحكام ، تتخذون أيمانكم مفسدة بينكم بأن تكون طائفة أكثر عددا من طائفة ، أي : فلا تغدر الطائفة القوية بالطائفة الضعيفة ، فأنما يختبركم الله بذلك ليعلم هل تفون بعهد الله وبيعة رسوله أم لا ، وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون .