تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (35)

{ اسكن أنت وزوجك } خلقت حواء من ضلع آدم صلى الله عليه وسلم وهو نائم ، ولهذا يقال لها ضلع أعوج ، وسميت امرأة لأنها خلقت من المرء ، وسميت حواء لأنها خلقت من حي ، أو لأنها أم كل حي ، وخلقت قبل دخوله الجنة ، أو بعد دخوله إليها . { الجنة } جنة الخلد ، أو جنة أعدها الله -تعالى- لهما . { رغدا } الرغد : العيش الهنيء ، أو الواسع ، أو الحلال الذي لا حساب فيه . { الشجرة } البر ، أو الكرم ، أو التين ، أو شجرة الخلد التي كانت الملائكة تحنك منها . { الظالمين } لأنفسهما ، أو المعتدين بأكل ما لم يبح ، وأكلها ناسياً فحكم عليه بالمعصية ، لترك التحرز ، لأنه يلزم الأنبياء - صلوات الله تعالى عليهم وسلامه - من التحرز ما لا يلزم غيرهم أو أكل منها وهو سكران ، قاله ابن المسيب : أو أكل عالماً متعمداً ، أو تأول النهي على التنزيه دون التحريم ، أو على عين الشجرة دون جنسها ، أو على قوله تعالى { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين } [ الأعراف : 20 ] .