الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (35)

وروي عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما( {[1630]} ) من الصحابة أن آدم صلى الله عليه وسلم( {[1631]} ) استوحش في الجنة قبل أن تخلق حواء بعد لعن إبليس وخروجه من الجنة ، فنام نومة( {[1632]} ) فاستيقظ ، فوجد امرأة عند رأسه قد خلقها الله من ضلعه من شقه الأيسر فسألها : من أنت ؟ قالت : امرأة . قال : ولِمَ خلقت ؟ قالت : لتسكن إلي . فقالت له الملائكة –ينظرون مبلغ علمه- : ما اسمها يا آدم ؟ قال : حواء ، قالوا : ولِمَ سميت حواء ؟ قال : لأنها خلقت من شيء حي( {[1633]} ) . ( {[1634]} ) فكان( {[1635]} ) أصلها " حيّاء " ، ثم أبدل من الياء واو( {[1636]} ) " .

قوله : ( رَغَداً ) إلى قوله : ( مِمَّا كَانَا فِيهِ ) . [ 34-35 ] .

قوله : ( رَغَداً )( {[1637]} ) أي واسعاً( {[1638]} ) . وقيل : هنيئاً( {[1639]} ) .

وقال مجاهد : " رغداً لا حساب عليهما فيه " ( {[1640]} ) ، وهو من السعة في المعيشة .

قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه : " الشجرة شجرة العلم ، فيها أنواع الثمار كلها " ( {[1641]} ) .

وعن ابن جريج( {[1642]} ) أنه قال : " هي التينة " ( {[1643]} ) .

وعن ابن عباس أيضاً وأبي مالك( {[1644]} ) : " الشجرة السنبلة لكن الحبة( {[1645]} ) منها ككلى( {[1646]} ) البقر ألين من الزبد وأحلى من العسل " ( {[1647]} ) .

وروى عن( {[1648]} ) ابن مسعود( {[1649]} ) أنها الكرمة . وذكر( {[1650]} ) ذلك أيضاً عن ابن عباس ، وعليه أكثر المفسرين( {[1651]} ) ، ولذلك حرم الله الخمر في قول بعضهم .

قال/ أبو هريرة : " هي العنبة نهي آدم عنها ، وجعلت( {[1652]} ) فتنة لولده من بعده " ( {[1653]} ) .

وتزعم اليهود عليها اللعنة أنها الحنطة( {[1654]} ) .


[1630]:- في ع2، ح، ق: غيرهم.
[1631]:- سقط من ع2.
[1632]:- في ع2: نومه.
[1633]:- في ع2: وحي.
[1634]:- انظر: تفسير ابن مسعود 2/53-54، وجامع البيان 1/513، والمحرر الوجيز 1/183، والدر المنثور 1/127.
[1635]:- في ع2، ع3: وكان.
[1636]:- في ع2: ع3: واوا.
[1637]:- في ع3: وغدا. وهو تحريف.
[1638]:- انظر: مجاز القرآن 1/38، وتفسير الغريب 46، ومفردات الراغب 204.
[1639]:- وهو وقول ابن مسعود. انظر: تفسيره 2/54.
[1640]:- انظر: جامع البيان 1/515.
[1641]:- انظر: المحرر الوجيز 1/185.
[1642]:- هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، القرشي، ثقة ففيه. روى عن مجاهد، وطاوس، ونافع، وروى القراءة عن عبد الله بن كثير، وروى عنه الثوري (ت150هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 169-171، وتقريب التهذيب 1/520، والخلاصة 2/178. وطبقات القراء 1/469.
[1643]:- انظر: جامع البيان 1/520، والمحرر الوجيز 1/184، والدر المنثور 1/130.
[1644]:- هو غزوان أبو مالك الغفاري الكوفي، تابعي، روى عن البراء وابن عباس، وروى عنه السدي وثقه ابن معين. انظر: تقريب التهذيب 2/105، والخلاصة 2/330.
[1645]:- في ع3 ق: الجنة. وهو تصحيف.
[1646]:- في ع1، ع2، ع3، كلل: وتصويبه من ح، ومن جامع البيان 1/517.
[1647]:- انظر: جامع البيان 1/517، والمحرر الوجيز 1/185، وتفسير القرطبي 1/305.
[1648]:- سقط من ع2.
[1649]:- انظر: تفسيره 2/55.
[1650]:- قوله: "وذكر" ساقط من ع3.
[1651]:- انظر: جامع البيان 1/519-520، والدر المنثور 1/129.
[1652]:- في ق، ع3، جعل.
[1653]:- عزاه السيوطي إلى جعدة بن هبيرة. انظر: الدر المنثور 1/129.
[1654]:- انظر: تفسير ابن مسعود 2/55، وجامع البيان 1/519، وتفسير ابن كثير 1/79.