تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (34)

{ اسجدوا } أصل السجود : الخضوع ، والتطامن ، أمروا بذلك تكريماً لآدم صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لشأنه ، أو جُعل قبلة لهم ، وأُمروا بالسجود إليه . { إلا إبليس } امتنع حسداً ، وتكبراً ، وكان أبا الجن كما آدم صلى الله عليه وسلم أبو البشر ، أو كان من الملائكة فيكون قوله تعالى { كان من الجن } [ الكهف : 50 ] وهم حي من الملائكة يسمون جناً ، أو كان من خزان الجنة ، فاشتق اسمه منها ، أو لأنه جن عن الطاعة ، أو الجن اسم لكل مستتر مجتنن . قال :

( براه إلهي واصطفاه لدينه *** وملكه ما بين توما إلى مصر )

( وسخر من جن الملائك تسعة *** قياماً لديه يعملون بلا أجر )

واشتق من الإبلاس ، وهو اليأس من الخير ، أو هو اسم أعجمي لا اشتقاق له .

{ وكان من الكافرين } صار منهم ، أو كان قبله كفار هو منهم ، أو كان من الجن وإن لم يكن قبله جن ، كما كان آدم صلى الله عليه وسلم من الإنس وليس قبله إنس .