فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (35)

{ أسكن } لازم الإقامة

{ زوجك } زوجتك حواء

{ رغدا } عيشا هنيئا

{ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما } بعد تكريم آدم عليه السلام وتعليمه وتكريم الملائكة تفضيلا له ، من الله تعالى عليه بالزوجة حواء وبالمقام{[219]} في منازل رفعة وعلاء{[220]} وبأقوات ومطاعم رغيدة هنيئة من أي جوانبها شاء { ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } نهى لآدم وحواء عن التلبس بالأكل من شجرة أشير إليها ونهيا عن الدنو منها{[221]} { فتكونا من الظالمين } عطف على { تقربا } وهو مجزوم بحرف النون وجزمه ب{ لا } الناهية وكأن المعنى : قصيرا وتصبح من المتجاوزين لما أمرتما به إن أنتما اقتربتا من الشجرة المعينة ،


[219]:مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن في قوله تعالى: {اسكن} تنبيه على الخروج لأن السكنى لا تكون ملكا... فدخولها في الجنة كان دخول سكن لا دخول ثواب.. الجمهور من العلماء: إن من أسكن رجلا مسكنا له أنه لا يملكه بالسكنى... ونحو من السكنى العمرى... وهذا حجة مالك وأصحابه في أنه لا يملك شيء من العطايا إلا المنافع دون الرقاب.
[220]:( الجنة} أدخل الألف واللام ليدل على أنها جنة الخلد المعروفة وحكى أن أهل السنة مجمعون على أن جنة الخلد هي التي أهبط منها آدم.
[221]:قال ابن عطية: وهذا مثال بين في سد الذرائع.