تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ} (25)

{ والمسجد الحرام } المسجد نفسه { جعلناه للناس } قبلة ومنسكاً للحج فحاضره والبادي سواء في حكم المسجد ، أو في حكم النسك ، أو أراد جميع الحرم فالحاضر والبادي سواء في الأمن فيه وأن لا يقتلا به صيداً ولا يعضدا شجراً ، أو سواء في دوره ومنازله فليس العاكف أولى بها من البادي { بإلحاد } الإلحاد : الميل عن الحق ، الباء زائدة . قال الشاعر :

نحن بنو جعدة أصحاب الفلج *** نضرب بالسيف ونرجو بالفرج

{ بظلم } بشرك ، أو باستحلال الحرام ، أو باستحلال الحرم تعمداً " ع " أو احتكار الطعام بمكة ، أو نزلت في أبي سفيان وأصحابه لما صدوا الرسول صلى الله عليه وسلم عام الحديبية " ع " .