تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ} (227)

{ إلا الذين آمنوا } فإنه لا يتبعهم الغاوون ، ولا يقولون ما لا يفعلون . ولما نزلت { والشعراء } جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكنا عند الرسول صلى الله عليه وسلم وقالا هلكنا يا رسول الله فنزلت { إلا الذين آمنوا } . فقرأها عليهم ، وقال : أنتم هم { وذكروا الله } في شعرهم ، أو في كلامهم ، { وانتصَروا } بردهم على المشركين ما هجوا به المسلمين { مُنْقَلَب } مصير يصيرون إليه من النار والعذاب ، والمنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه ، والمرجع العود من حال هو عليها إلى حال كان فيها .