ثمَّ استثنى شعراء المؤمنين : حسّان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وكعب بن زهير فقال عزَّ من قائل
{ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } يعني ردّوا على المشركين الذين هجوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدّثنا يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي الحسن البراد قال : " لما نزلت هذه الآية { وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ } جاء عبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، وحسّان بن ثابت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله أنزل الله سبحانه هذه الآية وهو يعلم أنّا شعراء ، فقال : إقرؤوا ما بعدها{ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً } أنتم { وَانتَصَرُواْ } أنتم . "
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا القطيعي قال : حدّثنا ابن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن الزهري . وأخبرنا ابن حمدون قال : أخبرنا ابن الشرقي قال : حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري قال : حدّثنا عبد الرَّحْمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنّه قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله سبحانه في الشعراء ما أنزل : يا رسول الله إنَّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل في الشعراء ما قد علمت فكيف ترى فيه ؟
فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنّ ما ترمونهم به نضح النبل " .
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا عمر بن الخطاب قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل قال : حدّثنا عمرو بن محمد الناقد قال : حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة " أنَّ عمر مرَّ بحسّان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال : قد كنت أُنشد فيه وفيه من هو خير منك ، ثم التفت إلى أبي هريرة وقال : أُنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أجب عنّي ، اللهم أيّده بروح القدس " ؟ قال : اللّهم نعم . "
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا محمد بن علي بن سالم الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن منيع قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسّان : " اهجُ المشركين فإنَّ جبرئيل معك " .
{ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } أيّ مرجع يرجعون إليه بعد مماتهم .
وروى نوفل بن أبي عقرب عن ابن عباس رضي الله عنه ( أيّ منقلب ينفلتون ) بالفاء والتاء ومعناهما واحد .
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبة قال : حدّثنا الفريابي قال : حدّثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا ابن عون عن إبراهيم قال : كان شريح يقول : سيعلم الظالمون حظّ من نقصُوا ، إنّ الظالم ينتظر العقاب ، وإنّ المظلوم ينتظر النصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.