تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (68)

{ يخلق ما يشاء } كان قوم في الجاهلية يجعلون خير أموالهم لآلهتهم . فقال { وربك يخلق ما يشاء } من خلقه { ويختار } منهم ما يشاء لطاعته ، أو يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة ، أو يخلق ما يشاء النبي ويختار الأنصار لدينه { وما كان لهم الخِيَرَة } أي يختار للمؤمنين الذي فيه خيرتهم ، أو ' ما ' نافية أن يكون للخلق على الله تعالى خيرة نزلت في الذين { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا } [ الأنعام : 136 ] ، أو في الوليد بن المغيرة قال { وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] يعني نفسه وأبا مسعود الثقفي فقال الله تعالى ما كان لهم أن يتخيروا على الله الأنبياء .