جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (68)

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ } لا معقب ولا منازع لحكمه { مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة } أي : التخير يعني ليس لأحد أن يختار عليه أو ليس لهم اختيار أصلا بل هم عاجزون تحت{[3871]} قدره قيل : ما موصولة مفعول يختار والعائد محذوف أي يختار الذي كان لهم فيه صلاحهم { سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } عن إشراكهم نقل أنها نزلت حين قالوا : ( لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [ الزخرف : 31 ] ،


[3871]:والصحيح أن ما نافية كما نقله ابن أبي حاتم عن ابن عباس فإن المقام في بيان انفراده بالخلق والاختيار، ولهذا عقبه بقوله: {سبحان الله} قال الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [الأحزاب: 36] /12 وجيز. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح تعليم الاستخارة وكيفية صلاتها ودعائها فلا نطول بذكرها /12 فتح.