{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } وهذا جواب لقول الوليد بن المغيرة :
{ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] أخبر الله سبحانه أنّه لا يبعث الرسل باختيارهم .
وهذا من الجواب المفصول ، وللقراء في هذه الآية طريقان :
أحدهما : أن يمرّ على قوله : { وَيَخْتَارُ } ، { مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } ويجعل ( ما ) إثباتاً بمعنى الذي ، أي ويختار لهم ما هو الأصلح والخير .
والثاني : أن يقف على قوله : { وَيَخْتَارُ } ويجعل ما نفياً أي ليس إليهم الاختيار ، وهذا القول أصوب وأعجب إليّ كقوله سبحانه :
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [ الأحزاب : 36 ] ، وأنشدني أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : أنشدني أبو جعفر محمد بن صالح ، قال : أنشدنا حماد بن علي البكراوي لمحمود بن الحسن الوراق :
توكل على الرحمن في كلّ حاجة *** أردت فإنّ الله يقضي ويقدر
إذا ما يردْ ذو العرش أمراً بعبده *** يصبْه وما للعبد ما يتخيّر
وقد يهلك الإنسان من جه حذره *** وينجو بحمد الله من حيث يحذر
وأنشدني الحسين بن محمد ، قال : أنشدني أبو الفوارس حنيف بن أحمد بن حنيف الطبري :
العبد ذو ضجر والربّ ذو قدر *** والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا *** وفي اختيار سواه اللؤم والشوم
روى سعيد بن المسيب ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنّ الله عز وجل اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين ، واختار من أصحابي أربعة : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي " رضوان الله عليهم أجمعين " فجعلهم خير أصحابي ، وفي كلّ أصحابي خير ، واختار أُمتي على سائر الأمم ، واختار لي من أمتي أربعة قرون بعد أصحابي : القرون الأول والثاني والثالث تترى والرابع فردي " .
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد الواسطي ، قال : حدّثنا محمد بن عبيد قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب السلمي ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن وهب بن منبه ، عن أخيه في قوله : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } قال : اختار من الغنم الضأن ومن الطير الحمام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.