التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

قوله : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس أن هذه الدعوة التي أدعوكم إليها والمنهاج الذي استنهضكم لالتزامه والعمل بمقتضاه ، والملة التي أحرضكم على اعتقادها وتصديقها لهي { سبيلي } أي طريقي ومنهجي أو ديني الذي أنا عليه وأدعو الناس أن يأخذوا به ويلتزموه وأن يستظلوا بظله الندي الوارف ويستضيئوا بنوره المضيء الكاشف ، أدعو الناس إلى عقيدة التوحيد الخالص المجانب لكل ألوان الرياء والشرك . أدعوهم إلى الشريعة الربانية الكاملة المبرأة من كل النقائض والعيوب . والشريعة التي تصلح عليها البشرية في هذه الدنيا لتقوم في حياتها آمنة راضية راغدة .

وذلك كله : { عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } { بصيرة } بمعنى حق ويقين واستبصار . يعني : أدعو إلى دين الله على يقين وبرهان واستبصار أنا والمؤمنون معي ، الذين أمنوا برسالتي واتبعوا ديانتي وما جئتهم به من عند الله { وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } أي وفي ذلك كله فإني أنزه الله وأقدسه عن الشريك أو النظير أو النديد . وإني على منهج الحق والتوحيد الكامل بعيدا عن ضلال المشركين الذين يتخذون مع الله آلهة أندادا{[2303]} .


[2303]:تفسير ابن كثير جـ 2 ص 495 وتفسير الطبري جـ 13 ص 51، 52.