التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ( 108 ) } [ 108 ] .

أمرت الآية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن للناس هدف مهمته ، وهو الدعوة إلى الله وحده دعوة جلية صريحة ، وتنزيهه عن الشركاء وبراءته من الشرك والمشركين ، وثباته هو ومن آمن به على هذه السبيل الواضحة مهما أصر المشركون على موقفهم وظلوا في غفلتهم عن تدبر الأمور وإدراك الحقائق والاستجابة إلى الدعوة .

والصلة بين الآية والآيات السابقة واضحة وفيها استمرار في تطمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته وتثبيته وشرح لمهمته .

توضيح لمدى سبيل الله وواجب المسلمين عامة والدعاة الإصلاحيون منهم خاصة إزاء الدعوة إليها والثبات عليها

وسبيل الله التي أمر الله رسوله بأن يقول : إنه يدعو إليها هو ومن اتبعه هي الرسالة الإسلامية وما انطوى فيها من مبادئ إيمانية وسياسية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية وسلوكية ويكون في الآية والحالة هذه خطاب لكل مسلم ومسلمة في كل ظرف ومكان بوجوب الدعوة إليها والاستمرار والثبات عليها .

ولا تخلو الآية بالإضافة إلى ذلك من تلقين مستمر المدى لكل داع مصلح من المسلمين إلى سبيل الله هذه بوجوب الثبات على دعوتهم الإصلاحية وعدم المبالاة بمن خالفها وناوأها . والله أعلم .