الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

{ قُلْ } لهُم يا محمّد { هَذِهِ } الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها { سَبِيلِي } سُنّتي ومنهاجي ، قاله ابن زيد ، وقال الربيع : دعوتي ، الضحّاك : دعائي ، مقاتل : ديني ، نظيره قوله تعالى :

{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [ النحل : 125 ] أي دينه ، { أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } على يقين ، يقال : فلان مستبصر في كذا أي مستيقن { أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي } آمن بي وصدّقني فهو أيضاً يدعو إلى الله ، هذا قول الكلبي ، وابن زيد قال : أحقّ والله على من اتّبعه أن يدعو إليّ بما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن والموعظة ، وينهى عن معاصي الله .

وقيل : معناه أنا ومن اتّبعني على بصيرة ، يقول : كما أنّي على بصيرة ، فكذلك من آمن بي واتّبعني فهو على بصيرة أيضاً ، قال ابن عباس : يعني أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ، معدن العلم ، وكنز الإيمان وجند الرحمن . { وَسُبْحَانَ اللَّهِ } أي وقل : سبحان الله تنزيهاً له عمّا أشركوا { وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } } } } }