فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

{ قل } يا محمد للمشركين { هذه } الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها { سبيلي } طريقي وسنتي وفسر ذلك بقوله { أدعو إلى الله على بصيرة } أي على حجة واضحة والبصيرة المعرفة التي يتميز بها الحق من الباطل { أنا ومن اتبعني } أي ويدعو إليها من اتبعني واهتدى بهديي ، قال الفراء : والمعنى ومن اتبعني يدعو إلى الله كما أدعو .

وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله أي الدعاء إلى الإيمان به وتوحيده والعمل بما شرعه لعباده ، قال ابن الأنباري : ويجوز أن يتم الكلام عند قوله أدعو إلى الله ثم ابتدأ فقال على بصيرة أنا ومن اتبعني قال قتادة على بصيرة أي على هدى .

{ و } أسبح { سبحان الله } أي وأنزه تنزيها له عما لا يليق بجلاله من جميع النقائص والشركاء والأضداد والأنداد { وما أنا من المشركين } بالله الذين يتخذون من دونه أندادا .