التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21)

قوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( 21 ) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }

الأسوة ، بكسر الهمزة وضمها وتعني القدوة . وتأسيت به أي اقتديت{[3715]} وفي هذا عتاب من الله للذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عسكره بالمدينة . وإنما ينبغي أن يتأسى المؤمنون برسولهم الكريم فلا يخذلوه ، ولا يتخلوا عن شيء من سننه وشمائله ، وأن يمضوا على نهجه وخلقه في المصابرة والمرابطة والمجاهدة والحلم وكمال الإقبال على الله .

والمعنى : كان لكم أيها الناس قدوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتأسوا به وتقتفوا آثاره فيما يقول أو يفعل ، وتكونوا معه حيث كان مهتدين بهديه ، سالكين سبيله الحق . وفي ذلك هداية لكم ومنجاة في حياتكم هذه ويوم معادكم . وذلك كله { لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } أي يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم تمام التأسي ، ويقتدي به حق الاقتداء . من كان يبتغي وجه الله فيرجوا ثوابه ورحمته في الآخرة ويذكره ذكرا كثيرا في كل الأحوال ، من الأمن والخوف ، أو الضيق والرخاء .


[3715]:المصباح المنير ج 1 ص 19