المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

( 63 ) سورة المنافقون مدنية

وآياتها إحدى عشرة

وهي مدنية بإجماع وذلك أنها نزلت في غزوة بني المصطلق{[1]} بسبب أن عبد لله بن أبي ابن سلول كانت منه في تلك الغزوة أقوال وكان له اتباع يقولون قوله فنزلت السورة كلها بسبب ذلك ذكر الله تعالى فيها ما تقدم من المنافقين من خلفهم وشهادتهم في الظاهر بالإيمان وأنهم كذبة وذكر فيها ما تأخر منهم ووقع في تلك الغزوة وسيأتي بيان ذلك فصلا فصلا عند تفسير الآيات إن شاء الله .

فضح الله تعالى بهذه الآية سريرة المنافقين ، وذلك أنهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم { نشهد إنك لرسول الله } ، وهم في إخبارهم هذا كاذبون ، لأن حقيقة الكذب أن يخبر الإنسان بضد ما في قلبه ، وكسرت الألف من «إن » في الثلاثة ، لدخول اللام المؤكدة في الخبر ، وذلك لا يكون مع المفتوحة ، وقوله : { نشهد } وما جرى مجراها من أفعال اليقين ، والعلم يجاب بما يجاب به القسم ، وهي بمنزلة القسم .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟