التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (22)

قوله تعالى ( الذي جعل لكم الأرض فراشا )

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) قال : مهادا .

وأخرجه محمد بن يوسف الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظه( تغليق التعليق 3/491 )وإسناده حسن .

قوله تعالى ( والسماء بناء )

أخرج الطبري عن بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد ، عن سعيد عن قتادة في قول الله ( والسماء بناء ) قال : جعل السماء سقفا لك .

ويزيد هو ابن زريع ، وسعيد هو ابن أبي عروبة . والإسناد حسن تقدم .

قوله تعالى ( وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم )

روى ابن أبي حاتم عن أبيه ثنا أحمد بن حنبل ، ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم ، عن أبي ظبيان عن أبن عباس قال : يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فيمر به السحاب فتدر كما تدر الناقة ، وثجاج مثل العز الى غير أنه متفرق .

ورجاله ثقات والحكم هو ابن عتيبة الكندي معروف برواية سفيان بن حسين عنه . ( تهذيب الكمال 7/114-116 ) . وهو مدلس لكن تدليسه لا يضر لأنه من مدلسي الطبقة الثانية كما قرر الحافظ ابن حجر ( طبقات المدلسين ص20 ) . ورواية سفيان بن حسين عن الزهري فيها مقال لكنه لم يرو هنا عن الزهري فالإسناد صحيح . قوله : العز الى : جمع عزلاء : والمراد بها هنا مصب الماء من الراوية . ( ترتيب القاموس المحيط 3/218 ) . ومن في قوله تعالى ( من الثمرات ) لبيان الجنس . فيكون شاملا لكل الثمرات كما في قوله تعالى ( ينبت لكم به الزرع و الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات كما في قوله تعالى ( ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ) سورة النحل آية ( 11 ) .

قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )

أخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة ( فلا تجعلوا لله أندادا ) أي عدلاء . أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( أندادا ) أي عدلا شركا .

ثم قال : وروي عن الربيع بن أنس وقتادة والسدي وأبي مالك وإسماعيل ابن أبي خالد نحو ذلك .

أخرج الشيخان في صحيحيهما بسنديهما عن ابن مسعود أنه قال : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك .

( صحيح البخاري رقم 4477 –التفسير- سورة البقرة- ب قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) ، وصحيح مسلم –رقم 142 ، 141- الإيمان ، ب كون الشرك أقبح الذنوب ) .

قال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، أنا أجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أجعلتني والله عدلا ؟ بل ما شاء الله وحده .

( المسند رقم 1839 ) . ورجاله ثقات إلا الأجلح فصدوق وإسناده حسن ، وصححه احمد شاكر ، والألباني في ( صحيح سنن ابن ماجة 1/362 رقم1720 ) ، وأخرجه النسائي في ( عمل اليوم والليلة ص546 ، 545 ) ، وابن ماجة ( السنن-الكفارات-باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت رقم 211 ) من طريق الأجلح به . وقد روى هذا الحديث جمع من الصحابة بألفاظ متقاربة . فأخرجه احمد ( المسند 5/393 ) ، والنسائي ( عمل اليوم والليلة ص544 ) بإسناد صحيح من حديث حذيفة ابن اليمان ، وأخرجه النسائي من حديث عبد الله بن يسار في ( عمل اليوم والليلة ص545 ) وصححه محققه . وأخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن رجل صحابي . ( المصنف 11/28 رقم 19813 ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 5/73 )من حديث طفيل بن سخبرة وهو حديث طويل والشاهد فيه آخره : لا تقولوا ما شاء الله و ما شاء محمد . قال البوصيري مشيرا إلى رواية ابن ماجة : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات على شرط مسلم . ( مصباح الزجاجة 2/152 ) . وبهذا يكون الإسناد صحيحا لغيره ، وقد صححه الألباني في ( صحيح ابن ماجة 1/362 رقم 1721 ) . وذكره ابن كثير ( التفسير 1/109-110 ) . والسيوطي ( الدر المنثور 1/88 ) عند تفسير هذه الآية .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد حدثني أبو عمر حدثني أبو عاصم أنبأ شبيب بن بشر ثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا ) قال : الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاء سوداء ، في ظلمة الليل . وهو ان يقول : والله وحياتك يا فلانة وحياتي . ويقول : لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص ، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص . وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت . وقول الرجل : لولا الله وفلان . لاتجعل فيها فلان ، فإن هذا كله به شرك .

وإسناده حسن . وقال ابن حجر : سنده قوي –العجاب في بيان الأسباب ص 51 ) ، وقال مؤلف تيسر العزيز الحميد ( ص587 ) : وسنده جيد .

واخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما إلى إسحاق بسنده الحسن عن ابن عباس ( فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون ) أي : لا تشركوا بالله غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر ، وأنتم تعلمون انه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم ان الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق لا شك فيه

وأخرج ابن أبي حاتم قال : حدثنا محمد بن يحيى ثنا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة ( فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون ) إن الله خلقكم وخلق السموات والأرض ثم انتم تجعلون له أندادا .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .