التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (19)

قوله تعالى ( أو كصيب من السماء )

قال البخاري : حدثنا محمد –هو ابن مقاتل أبو الحسن المروزي – قال أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا عبيد الله ، عن نافع ، عن القاسم بن محمد عن عائشة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : صيبا نافعا .

( فتح الباري 2/518 ) .

أخرج الطبري عن محمد بن إسماعيل الأحمسي قال : حدثنا محمد بن عبيد الله قال : حدثنا هارون بن عنترة عن أبي عن ابن عباس في قوله ( أو كصيب من السماء ) قال : القطر .

( ورجاله ثقات إلا هارون لا بأس فالإسناد حسن ، ومحمد بن عبيد الله الطنافسي وهو معروف بالرواية عن هارون بن عنترة ( تهذيب الكمال ل1430 ) . وأخرجه إبراهيم الحربي في " غريب الحديث " من طريق الثوري عن هارون بلفظ : المطر . ( انظر تغليق التعليق 2/394 ) ، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق احمد بن بشير عن هارون به ثم قال : وكذلك فسره أبو العالية والحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعطية العوفي وقتادة وعطاء الخراساني والسدي والربيع بن أنس . رواه البخاري معلقا عن ابن عباس بصيغة الجزم بلفظ : المطر . ( فتح الباري2/518 ) . ووصله الطبري بسنده من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الصيب : المطر . وإسناده حسن .

قوله تعالى ( فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين )

أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( فيه ظلمات ) يقول : ابتلاء .

وإسناده حسن .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما من طريق محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس ( فيه ظلمات ) أي هم ظلمة ما هم فيه من الكفر والحذر من القتل على الذي هم عليه من الخلاف والتخوف لكم على مثل ما وصف من الذي هو في ظلمة الصيب .

وإسناده حسن .

أخرج الإمام احمد والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم –فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا ما هذا الرعد ؟ . قال : ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده او في يده مخا ريق من نار يزجر به السحاب ويسوقه حيث امره الله . قالوا : فما هذا الصوت الذي يسمع ؟ . قال : صوته . قالوا : صدقت .

( المسند رقم 2483 ) ، والترمذي في ( السنن –التفسير سورة الرعد رقم 3117 ) ، والنسائي في ( السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 4/394 ) . واللفظ لابن أبي حاتم وقد ساقه مقتصرا على موضع تفسير الرعد والحديث طويل ، وقال الترمذي : حسن غريب . وفي تحفة الأحوذي : حسن صحيح غريب ( تحفة الأحوذي 8/542-445 ) ، وذكره الهيثمي ونسبه إلى احمد والطبراني وقال : ورجالهما ثقات ( مجمع الزوائد8/242 ) . وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند احمد ( المسند رقم 2483 ) ، والألباني في ( صحيح سنن الترمذي رقم 2492 ) . ولهذا الحديث شاهد من القرآن في قوله تعالى ( . . . ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خفته ) الرعد : 13 . وفيه تسبيح هذا الملك بحمد الله تعالى والملائكة معطوف على الرعد فهو عطف عام على خاص ، كما تقدم في سورة البقرة آية : 98 ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال . . . ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس قال : ( والله محيط بالكافرين ) والله منزل ذلك بهم من النقمة أي محيط بالكافرين .

وأخرج عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( والله محيط بالكافرين )قال : الله جامعهم .

وإسناده حسن . وأخرجه ابن أبي حاتم عن الحسن بن صباح عن شبابة به وزاد قوله : يعني يوم القيامة( تغليق التعليق 4/172 ، 171 ) . وهذه الزيادة من ابن أبي حاتم او من الحسن .