التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (20)

قوله تعالى ( يكاد البرق يخطف أبصارهم )

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) يقول : يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين .

وإسناده حسن .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق قال : حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة او سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) أي لشدة ضوء الحق .

وإسناده حسن .

قوله تعالى ( كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا )

وأخرجا أيضا بالإسناد الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) يقول : كلما أصاب المنافقون من الإسلام عزا اطمأنوا وإن أصاب الإسلام نكبة قاموا ليرجعوا إلى الكفر . يقول ( وإذا أظلم عليهم قاموا ) كقوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة اقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) الحج : 11 .

واللفظ للطبري .

وأخرجا من طريق ابن إسحاق بالإسناد الحسن عن ابن عباس ( كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ) أي : يعرفون الحق ويتكلمون به ، فهم من قولهم به على استقامة ، فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر قاموا متحيرين .

وأخرج ابن أبي حاتم قال : حدثنا عصام بن رواد العسقلاني بها ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله ( كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ) فمثله كمثل قوم ساروا في ليلة مظلمة لها مطر ورعد وبرق على جادة كلما أبرقت أبصروا الجادة فمضوا فيها ، فإذا ذهب البرق تحيروا فكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الإخلاص أضاء له ، وكلما شك وتحير ووقع في الظلمة .

وإسناده جيد ، وأخرجه الطبري من طريق عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه به ، وقال ابن أبي حاتم : وروي عن الحسن وقتادة والسدي والربيع بن أنس نحو ذلك .

قوله تعالى ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير )

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن من طريق ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) أي لما تركوا من الحق بعد معرفته .