قوله تعالى ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا )
أخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة : ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) أي لا تقدرون على ذلك ولا تطيقونه .
واخرج الشيخان في صحيحيهما بسنديهما عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو ان أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة .
( فتح الباري-فضائل القرآن-ب كيف نزل الوحي رقم 4981 ) ، ( وصحيح مسلم رقم 239-الإيمان ، ب وجوب لإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ) واللفظ لمسلم . وذكره ابن كثير ثم قال : وإنما كان الذي أوتيته وحيا أي : الذي اختصصت به من نبيهم هذا القرآن المعجز للبشر ان يعارضوه بخلاف غيره من الكتب الإلهية فإنها ليست معجزة عند كثير من العلماء والله اعلم . ( التفسير 1/114 ) .
قوله تعالى ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة )
قال الطبري : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو معاوية ، عن مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة الزراد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، في قوله ( وقودها الناس والحجارة ) قال : هي حجارة من كبريت ، خلقها الله يوم السموات والأرض في السماء الدنيا ، يعدها للكافرين .
ورجاله ثقات والإسناد صحيح وأبو كريب هو محمد بن العلاء ، وأبو معاوية : محمد بن حازم وكلاهما ثقة . وأخرجه الحاكم من طريق مسعر به . ثم قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي ( المستدرك 2/261 ) . وتعقبه الشيخ مقبل الو ادعي بقوله : والأثر على شرط مسلم فإن عبد الرحمن بن سابط ليس من رجال البخاري كما في تهذيب التهذيب والكاشف والخلاصة ( انظر هامش تفسير ابن كثير 1/115 ) . وقد بين الله سبحانه في سورة الأنبياء ان الكفار وأصنامهم من هؤلاء الناس والحجارة فقال ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون ) الآية 98 .
اخرج الطبري وابن أبي حاتم بإسناديهما عن محمد بن إسحاق بسنده الحسن عن ابن عباس ( أعدت للكافرين ) أي لمن كان على مثل ما انتم عليه من الكفر .
وقد وردت عدة احاديث تدل على ان النار موجودة الآن ومنها ما يلي :
أخرج الشيخان في صحيحيهما بسنديهما عن أبي هريرة رض الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم . قيل : يا رسول الله عن كانت لكافية ، قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " .
( صحيح البخاري رقم 3265-بدء الخلق ، ب صفة النار وأنها مخلوقة ) ، ( وصحيح مسلم رقم 2843-الجنة وصفة نعيمها ، ب في شدة حر نار جهنم ) . وذكره السيوطي في ( الدر المنثور 1/91 ، 90 ) .
وأخرج الشيخان في صحيحيهما بسنديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة انت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار فلا تمتلئ ، حتى يضع رجله فتقول قط قط قط ، فهناك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجا ينشئ لها خلقا " .
( صحيح البخاري 2/15 رقم 533-المواقيت ، ب الإبراد بالظهر في شدة الحر ) ، ( وصحيح مسلم رقم 615-المساجد ، ب استحباب الإبراد بالظهر ) . واللفظ للبخاري . وقد أخرجه أيضا من حديث ابن عمر وذكره ابن كثير مختصرا ( التفسير 1/116 ) .
وأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا : " إذا اشتد الحر فابردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم .
( صحيح البخاري 2/15رقم533-المواقيت ، ب الإبراد بالظهر في شدة الحر ) ، ( وصحيح مسلم رقم 615- المساجد ، ب استحباب الإبراد بالظهر ) . واللفظ للبخاري . وقد اخرجه أيضا من حديث ابن عمر وذكره ابن كثير مختصرا ( التفسير 1/116 ) .
وأخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ سمع وجبة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تدرون ما هذا ؟ " قال قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا . فهو يهوي في النار إلى الآن ، حتى انتهى إلى قعرها " .
( الصحيح رقم 2844- الجنة وصفة نعيمها ، ب في شدة حر نار جهنم ) . وذكره ابن كثير ( التفسير 1/116 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.