التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256)

قوله تعالى{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }

قال الإمام احمد : حدثنا يحيى ، عن حميد ، عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " أسلم " . قال : إني أجدني كارها . قال : " وإن كنت كارها " .

( المسند3/181 )وإسناده ثلاثي صحيح ، كما قال ابن كثير( التفسير1/460 ) .

قال أبو داود : حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي ، قال : ثنا أشعث بن عبد الله-يعني السجستاني-ح وثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، وهذا لفظه ، ح وثنا الحسن بن علي ، قال : وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس/قال : كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها عن عاش لها ولد ان تهوده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا ، فأنزل الله عز وجل{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }قال أبو داود : المقلات : التي لا يعيش لها ولد .

( السنن3/58-كتاب الجهاد-باب في الأسير يكره على الإسلام )وأخرجه ابن حبان ( الإحسان 1/352 ، ح140 )من طريق إبراهيم بن إسماعيل عن حسن بن علي به . وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح على شرطهما . وصححه الألباني في( صحيح سنن أبي داود2333 ) . والمرأة المقلاة : التي لا يعيش لها ولد .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة في قوله{ لا إكراه في الدين }قال : كانت العرب ليس لها دين ، فأكرهوا على الدين بالسيف ، قال : ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية .

انظر الآية رقم ( 186 )من السورة نفسها .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال : الطاغوت الشيطان .

قوله تعالى{ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد . حدثنا أزهر السمان ، عن ابن عون ، عن محمد ، عن قيس بن عباد قال : كنت جالسا في مسجد المدينة ، فدخل رجل على وجهه اثر الخشوع ، فقالوا : هذا رجل من اهل الجنة ، فصلى ركعتين تجوز فيهما ، ثم خرج وتبعته فقلت : إنك حين دخلت المسجد قالوا : هذا رجل من أهل الجنة قال : والله ما ينبغي لحد ان يقول ما لا يعلم . وسأحدثك ام ذاك . رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقصصتها عليه ، ورأيت كأني في روضة-ذكر من سعتها وخضرتها-وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء ، في أعلاه عروة ، فقيل لي : ارقه . قلت : لا أستطيع . فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها ، فأخذت في العروة ، فقيل له استمسك . فاستيقظت وإنها لفي يدي . فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى ، فأنت على الإسلام حتى تموت " . وذلك الرجل عبد الله بن سلام .

( البخاري7/161 ح3813-كتاب المناقب ، ب مناقب عبد الله بن سلام ) ، وأخرجه مسلم( 4/1930-1931 ح2484 ) .

أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد قال : { بالعروة الوثقى } ، قال : الإيمان .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال : { لا انفصام لها }قال : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .