قوله تعالى { وكأين من دآبة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم } .
قال الترمذي : حدثنا علي بن سعيد الكندي ، حدثنا ابن المبارك ، عن حيوة ابن شريح ، عن بكر بن عمرو ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن أبي تميم الجيشاني ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أنكم كنتم توكّلون على الله حق توكّله ، لرزقتم كما يُرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا ) .
( السنن 4/573 ح 2344- ك الزهد ، ب في التوكل على الله ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 1/30 ) ، والحاكم ( المستدرك 4/318 ) من طريق عبد الصمد بن الفضل كلاهما عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح به . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الألباني ( صحيح ابن ماجة 2/404 ، والسلسلة الصحيحة ح 310 ) .
قال ابن كثير : ثم أخبرهم تعالى أن الرزق لا يختص ببقعة ، بل رزقه تعالى عام لخلقه حيث كانوا وأين كانوا بل كانت أرزاق المهاجرين حيث هاجروا أكثر وأوسع وأطيب ، فإنهم بعد قليل صاروا حكام البلاد في سائر الأقطار والأمصار ، ولهذا قال تعالى { وكأين من دابة لا تحمل رزقها } أي : لا تطيق جمعه وتحصيله ولا تؤخر شيئا لغد { الله يرزقها وإياكم } أي : الله يقيض لها رزقها على ضعفها ، وييسره عليها ، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه حتى الذر في قرار الأرض ، والطير في الهواء والحيتان في الماء ، قال الله تعالى { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } .
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن كثيرا من الدواب التي لا تحمل رزقها لضعفها ، أنه هو جل وعلا يرزقها ، وأوضح هذا المعنى في قوله تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { وكأين من دابة لا تحمل رزقها } : الطير والبهائم لا تحمل الرزق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.