محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (60)

ثم أشار تعالى إلى كفالته لمن هاجر إليه ، من الفقر والضيعة ، بقوله سبحانه { وَكَأَيِّن } أي : وكم { مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا } أي لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله { اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } أي يقيض لها رزقها على ضعفها ، ويرزقكم مع قوتكم واجتهادكم . فهو الميسر والمسهل لكل مخلوق من رزقه ما يصلحه . فلا يختص رزقه ببقعة دون أخرى ، بل خيره عام وفضله شامل لخلقه ، حيث كانوا وأنى وجدوا . وقد ظهر مصداق كفالته تعالى لأولئك المهاجرين ، بما وسع عليهم وبسط لهم من طيب الرزق ورغد العيش وسيادة البلاد في سائر الأمصار . وهذا معنى ما ورد مرفوعا ( سافروا تصحوا وتغنموا ) رواه البيهقي { وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }