الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (60)

قوله : { وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ } : جوَّز أبو البقاء في " كَأَيِّن " وجهين ، أحدهما : أنها مبتدأٌ ، و " لا تحملُ " صفتها ، و " اللَّهُ يَرْزُقها " خبره ، و " مِنْ دابَّةٍ " تبيينٌ . والثاني : أَنْ تكونَ في موضعِ نصبٍ بإضمار فعل يُفَسِّره " يَرْزُقها " ويُقدَّرُ بعد " كَأَيِّنْ " يعني لأنَّ لها صدرَ الكلامِ . وفي الثاني نظرٌ ؛ لأنَّ مِنْ شرط المفسِّرِ العملَ ، وهذا المفسِّر لا يعملُ ؛ لأنه لو عَمِلَ لحلَّ مَحَلَّ الأولِ ، لكنه لا يَحُلُّ مَحَلَّه ؛ لأنَّ الخبرَ متى كان فعلاً رافعاً لضميرٍ مفردٍ امتنع تقديمُه على المبتدأ ، وإذا أرَدْتَ معرفةَ هذه القاعدة فعليك بسورةِ هود عند قولِه : { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً } [ هود : 8 ] .