النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (60)

قوله : { وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : معناه تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئاً ، قاله مجاهد .

الثاني : تأكل لوقتها ولا تدخر لغدها ، قاله الحسن .

الثالث : يأتيها من غير طلب .

الرابع : أنه النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ولا يدخر ، حكاه النقاش .

قال ابن عباس : الدواب هو كل ما دب من الحيوان ، وكله لا يحمل رزقه ولا يدخر إلا ابن آدم والنمل والفأر .

{ اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } أي يسوّي بين الحريص والمتوكل في رزقه وبين الراغب والقانع وبين الحيول{[2159]} والعاجز حتى لا يغتر الجلْد أنه رزق بجلده ولا يتصور العاجز أنه ممنوع بعجزه .

قال ابن عباس : نزلت هذه الآية لما أُذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة وأمر المسلمين بها خافوا الضيعة والجوع فقال قوم نهاجر إلى بلد ليس فيها معاش فنزلت هذه الآية فهاجروا .


[2159]:الحيول: ذو الحبلة.