ثم ذكر سبحانه ما يعين على الصبر والتوكل ، وهو النظر في حال الدوابّ ، فقال : { وَكَأَيّن مّن دَابَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } قد تقدّم الكلام في كأين ، وأن أصلها : أي ، دخلت عليها كاف التشبيه ، وصار فيها معنى : كم ، كما صرح به الخليل وسيبويه ، وتقديرها عندهما كشيء كثير من العدد من دابة . وقيل المعنى : وكم من دابة . ومعنى { لا تحمل رزقها } لا تطيق حمل رزقها لضعفها ، ولا تدّخره ، وإنما يرزقها الله من فضله ويرزقكم ؛ فكيف لا يتوكلون على الله مع قوّتهم وقدرتهم على أسباب العيش كتوكلها على الله مع ضعفها وعجزها ؟ قال الحسن : تأكل لوقتها ، لا تدّخر شيئاً . قال مجاهد : يعني الطير والبهائم تأكل بأفواهها ، ولا تحمل شيئاً { وَهُوَ السميع } الذي يسمع كل مسموع { العليم } بكل معلوم . ثم إنه سبحانه ذكر حال المشركين من أهل مكة وغيرهم ، وعجب السامع من كونهم يقرّون بأنه خالقهم ورازقهم ولا يوحدونه ويتركون عبادة غيره فقال : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض وَسَخَّرَ الشمس والقمر لَيَقُولُنَّ الله } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.