التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

قوله تعالى{ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم انفسهم }

قال ابن كثير : يقول تعالى ممتنا على عباده فيما انزل عليهم من السكينة والأمنة وهو النعاس الذي غشيهم وهم مشتملون السلاح في حال همهم وغمهم والنعاس في مثل تلك الحال دليل على المنة كما قال في سورة الأنفال في قصة بدر{ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه }الآية .

قال البخاري : حدثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا انس ان ابا طلحة قال : غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم احد ، قال : فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه .

( الصحيح8/76 ح4562-ك التفسير-سورة آل عمران ) .

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا روح بن عبادة ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن انس ، عن أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد فجعلت انظر ، وما منهم يومئذ احد إلا يميد حجفته من النعاس ، فذلك قوله عز وجل : { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا } .

حدثنا عبد بن حميد . حدثنا روح بن عبادة عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مثله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .

( سنن الترمذي5/229 ح3007-ك التفسير ، ب سورة آل عمران ) ، وأخرجه الحاكم ( المستدرك 2/297 )وصححه ووافقه الذهبي . وأخرجه المقدسي( المختارة3/62 ح866 )من طريق الترمذي به ، وصححه الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ) .

قال ابن أبي حاتم أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو نعيم ووكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن عبد الله بن مسعود قال : النعاس في القتال من الله وفي الصلاة من الشيطان . ورجاله ثقات إلا عاصما صدوق وإسناده حسن .

قوله تعالى{ وطائفة قد أهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن إسحاق عن ابن عباس قال : معتب الذي قال يوم احد : لو كان لنا من المر شئ ما قتلنا هاهنا ، فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم : { وطائفة قد أهمتهم انفسهم يظنون بالله }إلى آخر القصة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال : والطائفة الأخرى المنافقون ، ليس لهم هم غلا انفسهم ، وأجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق ، ويظنون بالله غير الحق ظنونا كاذبة ، إنما هم شك وريبة في امر الله : { يقولون : لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله : { ظن الجاهلية }قال : ظن اهل الشرك .

قوله تعالى{ لو كان لنا من المر شئ ما قتلنا هاهنا }

قال الضياء المقدسي : أخبرنا ابو هاشم الحسين بن محمد علي الحربادقاني-بأصفهان-أن محمد بن احمد بن محمد الباغبان اخبرهم-قراءة عليه-انا ابو الحسين احمد بن عبد الرحمن الذكواني ، انا ابو بكر أحمد بن مردويه الحافظ ، ثنا دعلج بن احمد ، ثنا عبد الله بن الحسن الحراني ، ثنا ابو جعفر النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير قال : والله إني لأسمع قول معتب بن قشير أخي بني عمرو بن عوف ، والنعاس يغشاني ما اسمعه غلا كالحلم حين قال : { لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا } .

( المختارة3/60 ح864 ) . وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق به ، وبينت ان إسناده حسن( التفسير2/620 ح1697 ) .