التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (156)

قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض او كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم . . . }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة ان المنافقين إذا مات بعض إخوانهم يقولون لو أطاعونا فلم يخرجوا إلى الغزو ما قتلوا ، ولم يبين هنا هل يقولون لهم ذلك قبل السفر إلى الغزو ليثبطوهم اولا ؟ ونظير هذه الآية : قوله تعالى : { الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا } ولكنه بين في آيات أخر انهم يقولون لهم ذلك قبل الغزو ليثبطوهم كقوله{ وقالوا لا تنفروا في الحر }الآية . وقوله{ قد يعلم المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا }وقوله{ وإن منكم لمن ليبطئن }إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي : { وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض }أما إذا ضربوا في الأرض فهي التجارة .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : { في قلوبهم } ، قال : يخزيهم قولهم ، لا ينفعهم شيئا .