التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ إِن يَكُنۡ غَنِيًّا أَوۡ فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ وَإِن تَلۡوُۥٓاْ أَوۡ تُعۡرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (135)

قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا )

انظر حديث مسلم عن زيد بن خالد المتقدم في سورة البقرة آية ( 282 ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) أمر الله المؤمنين أن يقولوا الحق ولو على أنفسهم أو أبائهم و لا يحابوا غنيا لغناه ، ولا يرحموا مسكينا لمسكنته ، وذلك قوله : ( إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) ، فتذروا الحق ، فتجوروا .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ) الآية ، هذا في الشهادة فأقم الشهادة ، يا ابن آدم ، ولو على نفسك ، أو الوالدين ، أو على ذوي قرابتك أو أشراف قومك ، فإنما الشهادة لله و ليست للناس ، وإن الله رضي العدل لنفسه ، والإقساط والعدل ميزان الله في الأرض ، به يرد الله من الشديد على الضعيف ، ومن الكاذب على الصادق ، ومن المبطل على المحق . وبالعدل يصدق الصادق ، ويكذب الكاذب ، ويرد المعتدي ويوبخه ، تعالى ربنا وتبارك وبالعدل يصلح الناس يا ابن آدم ( إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) يقول : أولى بغنيكم وفقيركم .

قوله تعالى ( وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا )

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( وإن تلووا أو تعرضوا ) إن تلووا بألسنتكم بالشهادة أو تعرضوا عنها .