التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا} (142)

قوله تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) قال : يعطيهم يوم القيامة نورا يمشون به مع المسلمين كما كانوا معهم في الدنيا ، ثم يسلبهم ذلك النور فيطفيه ، فيقومون في ظلمتهم ويضرب بينهم بالسور .

وأخرجه بسند صحيح عن الحسن البصري بنحوه وأطول .

انظر تفسير سورة البقرة آية ( 9 ) .

قوله تعالى ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) .

قال الشيخ الشنقيطي : بين في هذه الآية الكريمة صفة صلاة المنافقين بأنهم يقومون إليها . في كسل ورياء ، ولا يذكرون الله فيها إلا قليلا ، ونظيرها في ذمهم على التهاون بالصلاة قوله تعالى ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) الآية . وقوله ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) الآية . ويفهم من مفهوم مخالفة هذه الآيات آن صلاة المؤمنين المخلصين ليست كذلك ، وهذا المفهوم صرح به تعالى في آيات كثيرة كقوله ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) وقوله ( والذين هم على صلاتهم يحافظون )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ) قال : هم المنافقون ، لولا الرياء ما صلوا .

أخرج ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبي الأشهب عن الحسن : ( لا يذكرون الله إلا قليلا ) قال : إنما قل لأنه كان لغير الله .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .

قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال حدثني أبو صالح عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى اله عليه وسلم : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء . ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا . لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ، ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد " .

( الصحيح 2/165ح657 – ك الآذان ، ب فضل العشاء في جماعة ) .

قال مسلم : وحدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن الصباح وقتيبة وابن حجر . قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ؛ أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة . حين انصرف من الظهر . وداره بجنب المسجد . فلما دخلنا عليه قال : أصليتم العصر ؟ فقلنا له : إنما انصرفنا الساعة من الظهر . قال : فصلوا العصر فقمنا فصلينا . فلما انصرفنا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال : »تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس ، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان ، قام فنقرها أربعا . لا يذكر الله فيها إلا قليلا " . ( الصحيح 1/434ح622- ك المساجد ومواضع الصلاة ، ب استحباب التبكير بالعصر )