{ إن المنافقين } لإظهارهم{[23090]} لكل من غلب أنهم منه { يخادعون الله } أي يفعلون بإظهار ما يسر وإبطان ما يضر فعل المخادع مع من له الإحاطة الكاملة بكل شيء لأنه سبحانه وتعالى يستدرجهم من حيث لا يشعرون ، وهم يخدعون المؤمنين بإظهار الإيمان وإبطان الكفر { وهو } الذي أمر المؤمنين بما أمرهم فكأنهم يفعلون ذلك معه وهو { خادعهم } باستدراجهم من حيث لا يعلمون ، لأنه قادر على أخذهم من مأمنهم{[23091]} وهم ليسوا قادرين على خدعه بوجه { وإذا } أي يخادعونه{[23092]} والحال أنهم قد فضحوا أنفسهم بما أظهر مكرهم للمستبصرين وهو أنهم{[23093]} إذا { قاموا إلى الصلاة } أي المكتوبة { قاموا كسالى } متقاعسين{[23094]} متثاقلين عادة ، لا ينفكون عنها ، بحيث يعرف ذلك منهم كل من تأملهم ، لأنهم يرون أناه تعب من غير أرب ، فالداعي إلى تركها - وهو الراحة - أقوى من الداعي إلى فعلها وهو خوف الناس ؛ ثم استأن في جواب من كأنه قال : ما لهم يفعلون ذلك ؟ فقال : { يرآءون الناس } أي يفعلون ذلك{[23095]} ليراهم الناس ، ليس إلا ليظنوهم مؤمنين ، ويريهم{[23096]} الناس لأجل ذلك ما يسرهم من عدهم{[23097]} في عداد المؤمنين لما{[23098]} يرون هم{[23099]} المؤمنين حين يصلون { ولا يذكرون الله } أي الذي له جميع صفات الكمال في الصلاة وغيرها { إلا قليلاً * } أي حيث يتعين ذلك طريقاً{[23100]} لمخادعتهم ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.