جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا} (142)

{ إن المنافقين يخادعون الله } بزعمهم الباطل كما يحلفون يوم القيامة أنهم على الاستقامة { وهو خادعهم } يجازيهم على خداعهم أو يعاملهم معاملة المخادع في الدنيا بإمهالهم واستدراجهم في طغيانهم ، وفي الآخرة بأنهم يعطون نورا يوم القيامة ، فإذا مضوا قليلا يطفأ{[1148]} نورهم { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } متثاقلين كالمكره { يُراءون الناس } ليحسبوهم مؤمنين لا إخلاص ومطاوعة أمر الله ، صفة كسالى أو مستأنفة { ولا يذكرون الله إلا قليلا{[1149]} } لأنهم يفعلونه رياء ولو أرادوا بذلك القليل وجه الله لكان{[1150]} كثيرا وقيل : لأن ذكرهم باللسان فقط وقيل المراد من الذكر الصلاة أو لا يذكرون الله بالتسبيح والتهليل إلا على ندرة .


[1148]:قال تعالى: (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) الآية (الحديد: 13)، وقال في الفتح: بعد ما نقل هذا القول عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم، ولا أدري من أين جاء لهم هذا التفسير فإن مثله لا ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[1149]:قال صاحب الكشاف: وهكذا نرى كثيرا من المتظاهرين بالإسلام، لو صحبته الأيام والليالي لم تسمع منهم تهليلة ولا تسبيحة، لكن حديث الدنيا يستغرق به أيامه وأوقاته لا يفتر عنه/12 كبير.
[1150]:كما قال ابن عباس/12 وجيز.