التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا} (65)

قوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )

قال الشيخ الشنقيطي : أقسم تعالى في هذه الآية الكريمة المقدسة ، أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، ثم ينقاد لما حكم به ظاهرا وباطنا ويسلمه تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ، وبين في آية أخرى أن قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي ، والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) الآية .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد . حدثنا ليث . ح وحدثنا محمد بن رمح . أخبرنا الليث عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، أن عبد الله بن الزبير حدثه ، أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل . فقال الأنصاري : سرح الماء يمر . فأبى عليهم . فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير : " اسق . يا زبير ! ثم أرسل الماء إلى جارك " . فغضب الأنصاري . فقال : يا رسول الله ! أن كان ابن عمتك ! فتلون وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا زبير اسق . ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر » ؟ . فقال الزبير : والله ! إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ) .

( الصحيح4/1829-1830ح2357- ك الفضائل ، ب وجوب إتباعه صلى الله عليه وسلم ) ، وأخرجه البخاري ( الصحيح 5/34ح2359 - ك الشرب ، ب سكر الأنهار ) .

أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ) قال : شكا .