السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا} (65)

{ فلا وربك } أي : فوربك ولا مزيدة لتأكيد القسم { لا يؤمنون } أي : يوجدون هذا الوصف ويجدونه { حتى يحكموك } أي : يجعلوك حكماً { فيما شجر } أي : اختلف واختلط { بينهم } من كلام بعضهم لبعض للتنازع حتى كانوا كأغصان الشجرة في التداخل والتضايق { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } أي : نوعاً من الضيق { مما قضيت } به عليهم { ويسلموا تسليماً } أي : وينقادوا لك انقياداً بظواهرهم وبواطنهم ، وفي الصحيح : إنّ الآية نزلت في الزبير وخصم له من الأنصار وقد شهد بدراً في شراج من الحرة كانا يستقيان بها النخل فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم للزبير : ( اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك ) فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله : أن كان ابن عمتك ؟ فتلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( اسق يا زبير ثم احبس حتى يبلغ الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك ) وقيل : نزلت في بشر المنافق واليهودي اللذين اختصما إلى عمر .