تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا} (65)

{ فلا وربك لا يؤمنون } ، وذلك أن الزبير بن العوام ، رضي الله عنه ، وهو من بنى أسد بن عبد العزى ، وحاطب بن أبي بلتعة العنسي من مذحج ، وهو حليف لبني أسد بن عبد العزى ، اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الماء ، وكانت أرض الزبير فوق أرض حاطب ، وجاء السيل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير : "اسق ، ثم أرسل الماء إلى جارك" ، فغضب حاطب وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه ابن عمتك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومر حاطب على المقداد بن الأسود الكندي ، فقال : يا أبا لتعة ، لمن كان القضاء ، فقال : قضى لابن عمته ، ولوى شدقه ، فأنزل الله عز وجل ، فأقسم : { فلا وربك لا يؤمنون } { حتى يحكموك فيما شجر بينهم } ، يعني اختلفوا بينهم ، يقول : لا يستحقون الإيمان حتى يرضوا بحكمك فيما اختلفوا فيه من شيء ، { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت } ، يقول : لا يجدون في قلوبهم شكا مما قضيت أنه الحق ، { ويسلموا } لقضائك لهم وعليهم { تسليما } .