{ فلا وربك } معناه فوربك كقوله : فوربك لنسألنهم ولا مزيد للتأكيد معناه القَسَم ، وقيل : معناه فلا وربك أي خالقك ورازقك يا محمد وهي قسَم { لا يؤمنون } أي لا يكونوا مؤمنين بنبوَّتك { حتى يحكموك } يجعلوك حكماً أي يقرون أن الحكم إليك { فيما شجر بينهم } فيما اختلط من أمورهم وفيما اختلفوا فيه من المنازعات ، والآية نزلت في اليهودي والمنافق الذين قالوا : يحتكمون إلى الطاغوت { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } إذا حكمت بينهم لا يجدون في قلوبهم ضيقاً ، وقيل : شكَّاً { ويسلموا تسليماً } وينقادون يذعنون لما تأتي به من قضائك لا يعارضونه بشيء ، قال جار الله : سلم لأمر الله وأسلم له حقيقةً سلم نفسه له وأسلمها إذا جعلها سالمة له خالِصَةً وتسليماً تأكيداً للفعل بمنزلة تكرير كأنه قيل : تنقادون لحكمه انقياداً لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم ، وقيل : نزلت في شأن المنافق واليهودي ، وقيل : " في شأن الزبير وحاطب بن أبي بلتعة حين اختصما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سراح من الحرة كانا يسقيان به النخل فقال : " إسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك " فغضب خاطب وقال : لئن كان ابن عمتك فتغير وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم قال : " اسق يا زبير ثم احبس حتى يبلغ الجدار واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك " كان على الزبير برأي فيه السعة ولخصمه فلما احفظ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) استوعب الزبير حقه في صريح الحكم ثم خرجا إلى المقداد فقال قائل : إن هؤلاء يشهدون به رسول الله ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم "
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.