تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا} (65)

{ فلا وربك } معناه فوربك كقوله : فوربك لنسألنهم ولا مزيد للتأكيد معناه القَسَم ، وقيل : معناه فلا وربك أي خالقك ورازقك يا محمد وهي قسَم { لا يؤمنون } أي لا يكونوا مؤمنين بنبوَّتك { حتى يحكموك } يجعلوك حكماً أي يقرون أن الحكم إليك { فيما شجر بينهم } فيما اختلط من أمورهم وفيما اختلفوا فيه من المنازعات ، والآية نزلت في اليهودي والمنافق الذين قالوا : يحتكمون إلى الطاغوت { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } إذا حكمت بينهم لا يجدون في قلوبهم ضيقاً ، وقيل : شكَّاً { ويسلموا تسليماً } وينقادون يذعنون لما تأتي به من قضائك لا يعارضونه بشيء ، قال جار الله : سلم لأمر الله وأسلم له حقيقةً سلم نفسه له وأسلمها إذا جعلها سالمة له خالِصَةً وتسليماً تأكيداً للفعل بمنزلة تكرير كأنه قيل : تنقادون لحكمه انقياداً لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم ، وقيل : نزلت في شأن المنافق واليهودي ، وقيل : " في شأن الزبير وحاطب بن أبي بلتعة حين اختصما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سراح من الحرة كانا يسقيان به النخل فقال : " إسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك " فغضب خاطب وقال : لئن كان ابن عمتك فتغير وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم قال : " اسق يا زبير ثم احبس حتى يبلغ الجدار واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك " كان على الزبير برأي فيه السعة ولخصمه فلما احفظ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) استوعب الزبير حقه في صريح الحكم ثم خرجا إلى المقداد فقال قائل : إن هؤلاء يشهدون به رسول الله ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم "