التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (26)

قوله تعالى { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّةَ الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها وكان الله بكلّ شيء عليما } .

قال البخاري : حدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر قال : أخبرني الزهري ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ومروان- يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه- قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق . . . فذكر الحديث بطوله وفي آخره : فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحمن لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فأنزل الله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } حتى بلغ { الحمية حمية الجاهلية } وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت .

الصحيح 5/327-333 ح 2731- 2732- ك الشروط ، ب الشروط في الجهاد ) .

انظر حديث البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه المتقدم عند الآية ( 40 ) من سورة التوبة ، وهو حديث : ( تلك السكينة تنزلت بالقرآن ) .

قال أحمد : حدثنا عبد الوهاب الخفاف ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن مسلم ابن يسار ، عن حمران بن أبان أن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرم على النار ، فقال له عمر بن الخطاب : أن أحدثك ما هي . هي كلمة الإخلاص التي أعز الله تبارك وتعالى بها محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت : شهادة أن لا إله إلا الله .

( المسند 1/ 353 ح 447 ) بتحقيق أحمد شاكر ، وورد هكذا في المطبوع بلفظ : ( أعز الله ) . والموجود في أطراف المسند ( 5/52 ) : ( آلتي ألزمها الله محمدا وأصحابه . . . ) . وكذا هو في ( مجمع الزوائد 1/15 ) ، و( الدر المنثور 6/80 ) ، وأخرج هذا الحديث أيضا ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 1/434 رقم 204 ) ، والحاكم في المستدرك ( 1/72 ) وغيرهما من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف بإسناده مختصرا ، وليس عندهم : ( هي كلمة الإخلاص . . . ) إلى قوله ( عند الموت ) وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي . ومسلم بن يسار البصري- وإن كان ثقة- ليس له رواية في الصحيحين ، وعبد الوهاب ليس له رواية عند البخاري . وقال ابن كثير في مسند الفاروق ( 1/227 ) : وهذا إسناد جيد . وقال الهيثمي في ( المجمع 1/15 ) : لعمر حديث رواه ابن ماجة بغير هذا السياق ، ورجاله ثقاة ، رواه أحمد . وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ، وقال محققو مسند أحمد : إسناده قوي ( 1/499 ح 447 ) ومعنى ألاص عليها : أي أداره وحثه عليها .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وألزمهم كلمة التقوى } يقول : شهادة أن لا إله إلا الله ، فهي كلمة التقوى ، يقول : فهي رأس التقوى .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وألزمهم كلمة التقوى } قال : الإخلاص .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وكانوا أحق بها وأهلها } وكان المسلمون أحق بها ، وكانوا أهلها : أي التوحيد ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .