التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا} (27)

قوله تعالى { لّقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحقّ لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق } قال : رأى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه يطوف بالبيت وأصحابه ، فصدق الله رؤياه ، فقال { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين } . . . حتى بلغ { لا تخافون } .

قوله تعالى { محلّقين رءوسكم ومقصّرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا } .

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم ارحم المحلقين ) ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله . قال : ( اللهم ارحم المحلقين ) ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله . قال : ( والمقصرين ) . وقال الليث : حدثني نافع ( رحم الله المحلقين )- مرة أو مرتين- . قال : وقال عبيد الله : حدثني نافع ( وقال في الرابعة : والمقصرين ) .

( الصحيح 3/ 656 ح 1727- ك الحج ، ب الحلق والتقصير عند الإحلال ) ، ( صحيح مسلم 2/945-ك الحج ، ب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير ) .

قال البخاري : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جرير ، عن الحسن بن مسلم ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، عن معاوية رضي الله عنه قال : " قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص "

( الصحيح 3/565 ح 1730- ك الحج ، ب الحلق والتقصير عند الإحلال ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح 2/913 ح 1246 ) وفيه زيادة : عند المروة . فيه قول ابن عباس : فقلت له : لا أعلم هذا إلا حجة عليك . والمشقص هو : سهم فيه نصل عريض .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله { من دون ذلك فتحا قريبا } قال : النحر بالحديبية ، ورجعوا ففتحوا خيبر ، ثم اعتمر بعد ذلك ، فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة .