الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (26)

قوله : { إِذْ جَعَلَ } : العاملُ في الظرفِ : إما " لَعَذَّبْنا " أو " صَدُّوكم " أو اذكُرْ ، فيكونُ مفعولاً به .

قوله : " في قلوبهم " يجوز أَنْ يتعلَّقَ ب جَعَلَ على أنها بمعنى أَلْقى فتتعدَّى لواحدٍ أي : إذ ألقى الكافرونَ في قلوبِهم الحميةَ ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه مفعولٌ ثانٍ قُدِّمَ على أنها بمعنى صَيَّرَ .

قوله : " حَمِيَّةَ الجاهليةِ " بدلٌ مِنْ " الحميةَ " قبلها . والحميَّةُ : الأنَفَةُ من الشيءِ . وأنشد للمتلمِّس :4080 ألا إنني منهمْ وعِرْضي عِرْضُهُمْ *** كذا الرأسُ يَحْمي أنفَه أَنْ يُهَشَّما

وهي المَنْعُ ، ووزنُها فعيلة ، وهي مصدرٌ يقال : حَمَيْتُ عن كذا حَمِيَّةً .

قوله : " وكانوا أحَقَّ " الضميرُ يجوزُ أَنْ يعودَ على المؤمنين ، وهو الظاهر أي : أحقَّ بكلمةِ التقوى من الكفار . وقيل : يعودُ على الكفار/ أي : كانت قُرَيْشٌ أَحَقَّ بها لولا حِرْمانُهم .