الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (26)

{ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } حين صدّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت ، ولم يقرّوا ببسم الله الرّحمن الرَّحيم ، ولا برسالة رسول الله ، ( والحميّة ) فعيلة من قول القائل : حمي فلان أنفه ، يحمي حميّة ، وتحمية . قال المتلمس : ألا إنّني منهم وعرضي عرضهم كذا الرأس يحمي أنفه أن يهشّما أي يمنع . { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } يعني الإخلاص ، نظيرها قوله تعالى :

{ وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } [ الحج : 37 ] وقوله :

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن شاذان الرازي بقراءتي عليه ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين ابن علي بن أبي الربيع القطان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل ، وهيثم أو وهضيم ابن همام الآملي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد ، قالوا : حدّثنا الحسن بن قزعة ، حدّثنا سفيان بن حبيب ، حدّثنا شعبة ، عن يزيد بن أبي ناجية ، عن الطُفيل بن أُبي ، عن أبيه ، عن أُبي بن كعب أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في قول الله تعالى : " { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } قال : " لا إله إلاّ الله " " .

وهو قول ابن عبّاس ، وعمرو بن ميمون ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحّاك ، وسلمة بن كهيل ، وعبيد بن عمير ، وعكرمة ، وطلحة بن مصرف ، والربيع ، والسّدي ، وابن زيد ، وقال عطاء الخراساني : هي لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله .

أخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق ، أخبرنا أبو بكر بن حبيب ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عيسى المزني ، حدّثنا أبو نعيم ، وأبو حذيفة ، قالا : حدّثنا سفيان ، عن سلمة ابن كهيل ، عن عباية بن ربعي ، عن عليّ رضي الله عنه { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } قال : لا إله إلاّ الله والله أكبر .

وهو قول ابن عمر ، وقال عطاء بن رباح : هي لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كلّ شيء قدير .

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد ، حدّثنا أحمد بن منصور المروزي بنيشابور ، حدّثنا سلمة بن سليم السلمي ، حدّثنا عبد الله ابن المبارك عن معمر عن ابن شهاب الزهري { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } قال : بسم الله الرَّحمن الرَّحيم .

{ وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }