التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (2)

قوله تعالى{ سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مّانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } .

قال الحاكم : أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ، ثنا علي بن المبارك الصنعاني ، ثنا زيد بن المبارك الصنعاني ، ثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكان منزلهم ونخلهم بناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة يعني السلاح فأنزل الله فيهم : { سبح لله ما في السموات وما في الأرض } إلى قوله{ لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا } ، فقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا وكان الله قد كتب عليهم ذلك ، ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي وأما قوله : { لأول الحشر } فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا على الشام .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ( المستدرك2/483-ك التفسير ) وصححه الذهبي .

وانظر سورة الحديد آية( 1 ) ، وسورة الإسراء آية( 44 ) في بيان تسبيح المخلوقات كلها لله تعالى .

قال ابن كثير : وقوله{ ما ظننتم أن يخرجوا } أي : في مدة حصاركم لهم وقصرها ، وكانت ستة أيام ، مع شدة حصونهم ومنعتها ، ولهذا قال : { وظنوا أنهم مانعتهم حصنوهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } أي : جاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال ، كما قال في الآية الأخرى{ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } .

قوله تعالى{ وقذف في قلوبهم الرعب } .

انظر سورة آل عمران آية( 101 ) ، وسورة الأحزاب آية( 26 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله{ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين } جعلوا يخربونها من أجوافها ، وجعل المؤمنون يخربون من ظاهرها .