ثم أشار إلى بيان بعض آثار عزته تعالى وإحكام حكمته إثر وصفه بالعزة الظاهرة والحكمة الباهرة على الإطلاق بقوله { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } يعني بني النضير من اليهود { من ديارهم } أي مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول المدينة لطفا بهم ، { لأول الحشر } أي لأول الجمع لقتالهم يعني أخرجهم تعالى بقهره لأول ما حشر لغزوهم والتوقيت به إشارة إلى شدة الأخذ الرباني لهم وقوة البطش والانتقام بقذف الرعب في قلوبهم حتى اضطروا لأول الهجوم عليهم إلى الجلاء والفرار كما يأتي :{ ما ظننتم أن يخرجوا } أي لشدة بأسهم ومنعتهم فصار آية لكم لأنه من آثار سننه تعالى في إذلال المفسدين وقهرهم ، { وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله } أي من بأسه ، { فأتاهم الله } أي عذابه وهو الرعب والاضطرار إلى الجلاء ، { من حيث لم يحتسبوا } أي لم يظنوا ، { وقذف في قلوبهم الرعب } أي أنزله إنزالا شديدا فيها لدلالة مادة ( القذف ) عليه كأنه مقذوف الحجارة .
قال القاشاني أي نظر ينظر القهر إليهم فتأثروا به لاستحقاقهم لذلك ومخالفة الحبيب ومشاقته ومضاداته ولوجود الشك في قلوبهم وكونهم على غير بصيرة من أمرهم وبينة من ربهم إذ لو كانوا أهل يقين ما وقع الرعب في قلوبهم ولعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنور اليقين وآمنوا به فلم يخالفوه .
{ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار } أي كيف حل بالمفسدين ما حل ونزل بهم ما نزل لتعلموا صدق الله في وعده ووعيده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.