الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (2)

و{ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب } : هم بنو النضير .

وقوله :{ لأَوَّلِ الحشر } : قال الحسن بن أبي الحسن وغيره : يريد حَشْرَ القيامة ، أي : هذا أَوَّلُهُ والقيامُ من القبور آخره ، وقال عِكْرَمَةُ وغيره : والمعنى : لأول موضع الحشر ، وهو الشام ؛ وذلك أَنَّ أكثرهم جاء إلى الشام ، وقد رُوِيَ أَنَّ حشرَ القيامة هو إلى بلاد الشام .

وقوله سبحانه :{ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ } : يريد لمنعتهم وكثرة عددهم .

وقوله تعالى :{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المؤمنين } أي : كُلَّما هدم المسلمون من تحصينهم في القتال هدموا هم من البيوت ؛ ليجبروا الحصن .

( ت ) : والحاصل أَنَّهم يخربون بيوتهم حِسًّا ومعنى ؛ أَمَّا حِسًّا فواضح ، وأَمَّا معنى فبسوء رأيهم وعاقبة ما أضمروا من خيانتهم وغدرهم .