المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (2)

تفسير الألفاظ :

{ الذين كفروا من أهل الكتاب } يريد بهم طائفة من اليهود كانت تناصب النبي العداء فأجلاهم عن جزيرة العرب . { لأول الحشر } أي في أول حشرهم أي جمعهم من جزيرة العرب ؛ إذ لم يصبهم هذا الذل قبل ذلك . وقيل إن أول حشرهم هو حشرهم للقتال أو للجلاء إلى الشام ، وآخر حشرهم إجلاء عمر إياهم من خيبر . { فأتاهم الله } أي عذابه . { من حيث لم يحتسبوا } أي من حيث لم يتخيلوا . { فاعتبروا يا أولي الأبصار } أي فاتعظوا بحالهم فلا تغدروا .

تفسير المعاني :

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب " وهم بعض اليهود " من ديارهم لأول الحشر ، ما كنتم تتخيلون أن يخرجوا . وظنوا أن حصونهم تحميهم من الله ، فأتاهم عذاب الله من جهة لا يتخيلون مجيئه من جهتها . وألقى في قلوبهم الفزع يخربون بيوتهم بأيديهم لكيلا ينتفع بها ، وبأيدي المؤمنين بسبب مقتضيات الحرب ، فاتعظوا يا أولي الأبصار . والمراد بالكافرين من أهل الكتاب هنا بنو النضير من اليهود . . . كانوا قد عاهدوا النبي على ألا يكونوا له ولا عليه ، فلما انهزم المسلمون يوم أحد ، نكثوا عهدهم وذهب قائدهم كعب بن الأشرف إلى مكة وحالف قريشا على حزب رسول الله ، فقاتلهم الرسول وانتصر عليهم وأجلاهم إلى سورية .