التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

قوله تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )

قال النسائي : أنا يحيى بن حبيب بن عربي : نا حماد ، عن عاصم ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا ، وخطه لنا عاصم- فقال : هذا سبيل الله " ، ثم خط خطوطا عن يمين الخط- وعن شماله فقال : لهذه السبل ، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم تلا هذه الآية ( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) للخط الأول ( ولا تتبعوا السبل ) للخطوط ( فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) .

( التفسير 1/485ح194 ) ، و أخرجه أحمد في مسنده ( 1/465 ، 435 ) و الدارمي في سننه( 1/67-68 ، في كراهية أخد الرأي ) ، و ابن حبان في صحيحه ( الإحسان1/181ح7 ) ، و الحاكم في مستدركه( 2/318 )من طرق عن حماد بن زيد به . قال الحاكم : صحيح الإسناد و لم يخرجاه . و حسن إسناده الألباني في ( ظلال الجنة1/13 )

قال الترمذي : حدثنا علي بن حجر السعدي : حدثنا بقية بن الوليد ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن النواس بن سمعان الكلابي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ضرب صراطا مستقيما ، على كنفي الصراط داران لهما أبواب مفتحة ، على الأبواب ستور وداع يدعو على رأس الصراط وداع يدعو فوقه ( و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله فلا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف الستر ، والذي يدعو فوقه واعظ ربه " .

( السنن 5/144ح2859-ك الأمثال ، ب ما جاء في مثل الله لعباده ) . وقال : غريب ، و لكن في ( تحفة الأشراف ح 11714 ) : أنه حسنه ، وأخرجه النسائي ( التفسير1/568ح253 ) عن علي ابن حجر وعمرو بن عثمان ، وأحمد ( المسند 4 /183 ) عن حيوة بن شريح . كلهم عن بقية به . وأخرجه أحمد ( المسند 4/182-183 ) ، و الحاكم ( المستدرك 1/73 ) من طرق عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه به . قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولا أعرف له علة . ووافقه الذهبي . وقال ابن كثير : إسناد حسن صحيح ( التفسير 1/28 ) ، وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح 2295 ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله : ( و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) قال : البدع و الشبهات و الضلالات .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) و قوله ( أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ) سورة الشورى : 13 . و نحو هذا في القرآن . قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة ، و نهاهم عن الاختلاف و الفرقة ، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان من قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله .