التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (40)

قوله تعالى : ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء )

قال الطبري : حدثنا أبو كريب ، قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن المنهال عن زاذان عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح الفاجر وأنه يصعد بها إلى السماء ، قال : فيصعدون بها ، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) .

( التفسير 12/424 ح 14614 ) ، وأخرجه أيضا أحمد في مسنده ( 4/287~288 ) عن أبى معاوية عن الأعمش بإسناده ضمن حديث مطول . وأصل الحديث عند النسائي في ( المجتبى 4/78 ) ، وابن ماجه في ( سننه ح 1549 ) ، والحاكم في ( المستدرك 1/37- 40 ) من طرق عن الأعمش بإسناده بدون موضع الشاهد . وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي . وقال البيهقي : هذا حديث صحيح الإسناد ( شعب الإيمان 2/316 ) ، وصححه أيضا القرطبي وابن القيم والألباني وغيرهم ، وحسنه ابن تيمية ( انظر رسالة صحة حديث البراء بن عازب . . . للدكتور عاصم القريوتي ) .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . ثنا شبابة ، عن ابن أبي ذئب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل صالحا ، قالوا : اخرجي أيتها النفس الطيبة ! كانت في الجسد الطيب . اخرجي حميدة ، وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان . فلا يزال يقال لها حتى تخرج . ثم يعرج بها إلى السماء . فيفتح لها . فيقال : من هذا ؟ فيقولون فلان . فيقال : مرحبا بالنفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة . وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل . وإذا كان الرجل السوء قال : اخرجي أيتها النفس الخبيثة ! كانت في الجسد الخبيث . اخرجي ذميمة ، وأبشري بحميم وغساق . وآخر من شكله أزواج . فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج . ثم يعرج بها إلى السماء . فلا يفتح لها . فيقال : من هذا ؟ فيقال : فلان . فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة ، كانت في الجسد الخبيث . ارجعي ذميمة . فإنها لا تفتح لك أبواب السماء . فيرسل بها من السماء ، ثم تصير إلى القبر " .

( السنن ح 4262 - الزهد ، ب ذكر الموت والاستعداد له ) ، قال البوصيري : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ، رواه النسائي في ( التفسير ح 462 ) عن عمرو بن سواد وفي الملائكة عن سليمان بن داود كلاهما عن ابن وهب عن ابن أبي ذئب به ( مصباح الزجاجة 2/349 ) ، قال الألباني : صحيح . ( صحيح ابن ماجة 2/ 420 ) ، وأخرجه أحمد ( 2/364-365و2/140 ) والطبري ( 12/ 424-425 و 425 ح 14615 و 14616 ) من طريق : عثمان بن عبد الرحمن الثقفي عن ابن أبي ذئب به . قال الشيخ أحمد شاكر : و هذا خبر صحيح . وأخرجه الحاكم مختصرا من طريق البراء وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 1/37- 40 ، وصححه الألباني في ( صحيح ابن ماجة ح 1259 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( إن الذين كذبوا بآياتنا و استكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ) يعني : لا يصعد إلى الله من عملهم شيء .

قوله تعالى ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) و الجمل ذو القوائم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( في سم الخياط ) يقول : جحر الإبرة .